“تظل تبحث عن عمل يخطفك من واقعك ليدفعك الى عالم موازى شديد الثراء ، تتنقل من مجموعة قصصية الى قصيدة شعرية الى نوفيلا او رواية مطولة ، تسافر ذهنيا بين اداب نازية المانيا و عصور جاز امريكا و تفرقة جنوب افريقيا و حرافيش نجيب محفوظ ، تفتح ملفاتك الاليكترونية و مكتبتك الصغيرة التى امتلكتها بعد عناء ، و وسط بحثك تجد رواية لروائية لم تسمع اسمها قبلا و من بلد لا يمكن وصفها بالرائدة فى الادب فاذا بها تفعل بك الافاعيل و تسحرك
لاورا إسكيبيل المكسيكية تقدم مزيج مبهر بين النسوية و الواقعية السحرية فى رواية محكمة ممتعه تختار لها اسم محلى و مبتكر : “”كالماء للشيكولاته”” لكن استاذتنا نادية جمال الدين محمد التى نقلت لنا النص فى ترجمة المشروع القومى للترجمه تختار الاسم البديل “”الغليان”” لتقدمه للقارئ العربى مخالفه فى ذلك استاذنا صالح علمانى الذى فضل فى ترجمته لدار بلومزبري و هو من فضل الاحتفاظ باسمها الاصلى …..كالماء للشيكولاته او الغليان او حتى “”شيكولاته مرة”” كما فى ترجمتها الفرنسية تظل الرواية ملفته للانتباه حتى فى تنوع اشكال اغلافتها بين الطبعة و الاخرى
رواية لا تهتم بخارج البيت ، فلا الحروب او الثورات او السياسة او حتى الطقس يثير اهتمام لاورا اسكيبيل او تيتا بطلتنا الصغيرة و لا حتى نحن الا فيما يؤثر ذلك فى شخصيات منزل روايتنا …. تفضيل ذوبان الشيكولاته بالماء على اللبن عند تيتا اهم من حرب عالمية اخرى ، و نظرة واحدة من بيدرو المحب الممنوع يوازى صعود الانسان الى القمر”