“كانت النبوءات في المجتمع الإغريقي هي الملاذ الحقيقي لأفراد هذا المجتمع ، الذين وجدوا فيها وسيلة مجدية لإنقاذهم من غياهب المستقبل والخوف من المجهول والشعور بعدم الرضا والذعر من غضب أحد الآلهة عليهم في ظل طبيعة كونية متغيرة تتسم بالقسوة في تغيرها والعنف في معالمها، فعلى الرغم من أن الإغريقي قد صنع آلهته من وحي خياله ووحي الطبيعة ، إلا أنه لم يجد سواها كي يسعى إليها من اجل استكشاف مصيره المجهول ، وكان يتم ذلك من خلال مراكز النبوءات .

 كانت مراكز النبوءة الخاصة بالمعبود أبوللون دائماً الأهم والأشهر بين العديد من المراكز ، وكانت دلفي الأشهر بين أقرانها من مراكز النبوءة الخاصة بأبوللون، ومن ثم صدر عنها 615 نبوءة في شتى جوانب الحياة المختلفة . ويرصد هذا الكتاب هذه الأمور، حيث أن هذا الكتاب في الأساس هو: جزء من رسالة الماجستير الخاصة بي المعنونة بـ”” نبوءات دلفي ودورها في الحياة السياسية والاجتماعية في اليونان )) دراسة تاريخية من القرن الثامن إلى القرن الرابع قبل الميلاد”